يَخافُون مِن دُميَـة !
في خَبَر إعلامي :
(أطْلَقَتِ السُّلُطَات التونسية حَمْلَة مُدَاهَمَات لِمَحِلاَّت تَبِيع الدُّمية “فُـلَّـة” بِدَعْوى أنها يُمْكِن أن تُشَجِّع الفتيات الصَّغيرات على ارْتِدَاء الحجاب)
يا لَهُم مِن جُبناء !
يَخافُون مِن دُميَـة !
إيهٍ .. بلَد العِلْم والعُلَماء ..
كانت تونس يُقال لها : أفريقية !
كانت قلعة مِن قِلاع العِلْم
كانت منارة مِن مَنارات الإسلام
واليوم .. ويح اليوم .. تُحارِب قِطعة قماش تُوضَع على الرَّأس – شأنها شأن دُول الكُفر – !
واليوم – ويح اليوم – .. تُحارِب دُميَة زَعَمُوا أنها مُحَجَّـبَـة !
كل يوم تتعرّى العلمانية وتتكشّف دعاوى الديموقراطية .. وتَبْدُو سَوْءَات القَوم !
فَرنسا تَعْتَبِر نَفْسَها بَلَدا علمانيا .. بَلَد حُرِّيَّـة .. وهي تُحَارِب قِطعة قِماش تُوضَع على الرأس !
وبعيني .. رأيت اليهود في شوارع فرنسا يرتدون قُبَّعاتِهم السود – التي كَـ ” لَوْن قُلُوبِهم ! ” – ولهم تَواجُدهم .. ولا أحَد يَجْرُؤ على الْمِسَاس بهم !
بل حدثني مسلم يُقيم هناك أن مُدير إحدى المدارس مَنع تِلك الْمَنَادِيل التي تُوضَع على رؤوس الـبُنيَّات !
قال : فَذهَبْتُ إلى الْمَدْرَسَة فَوجدت الْمُدِير يَهوديا !
فسألته عن سبب منعه ذلك ؟
فقال : هذا لباس إسلامي ، ونحن في بلد علماني !
قلت : وهل منعتم قُـبَّعات اليهود ؟
قال : لا
قلت : ولِـمَ ؟
قال : هذه ليست شِعارًا دِينيا !
أقول :
كَذَب عدو الله !
بل هي شعارات حَاخَامَاتهم !
وهي شعار لهم يُميِّزهم عن غيرهم !
إلا أنه الْمِكيال بِمكيالين ! ولوَزن بِميزانين !
عجبا !
حرام على بَلابِله الدَّوح *** حَلال للطَّيْر مِن كُلّ جنسِ !!
يوما بعد يوم .. وعاما بعد آخر .. تَسقط .. وتَتهاوى .. دَعاوى الحرية .. وشعارات الديموقراطية ..
فلا حُرِّيَّـة ولا ديموقراطية إذا كان ذلك سيَكون سَبَبًا في انتشار الإسلام !
ولكن : مُوتُوا بِغَيْظِكم ..
والله ليُظْهِرنّ الله هذا الدِّين ..
وفيما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم : ليبلغن هذا الأمر ما بَلغ الليل والنهار ، ولا يترك الله بيت مَـدَر ولا وَبَـر الاَّ أدخله الله هذا الدِّين ، بِعِـزّ عَزِيز ، أو بِذُلّ ذَليل ، عِزًّا يُعِـزّ الله به الإسلام ، وذُلاًّ يُذِلّ الله بِه الكُفْر . رواه الإمام أحمد .
مُوتُوا بِغَيظِكم ..
إنَّ هذا الدِّين لا يَمُوت ، ولا يَـُردُّه كَيْد كَائد ، ولا يُضْعِفه مَكْر مَاكِر .. بل لا يَزيدُه ذلك إلاَّ قُوّة وصلابة ..
ولا يَحِيق الْمكْر السَّيئ إلاَّ بِأهْلِه !
وبين أيديكم دَرس الشيشان مَاثِل .. مِن مَدْرَسة العُنْفُوان !
ظَنَّ أهل الصليب .. وعُـبَّاد الْمَال .. أنهم قَضَوا على الإسلام في الجمهوريات الإسلامية .. حينما هَجّروا أهلها إلى سيبيريا – حيث الجليد – فقد هَجَّرُوا البقيَّة البَاقِيَة والتي نَجَتْ مِن القَتْل ..
وحسِبُوا أنَّ مِنْجَلهم قد اسْتَأصَل شَأفَـة الإسلام .. واقْتَلَعَه مِن جُذوره !
وأنَّ مِطْرَقَتهم قد كَسَرَت سَاعِد الإسْلام !
وحينما شَاخَتْ الشيوعية عِند السِّـتِّين ، وأثْبَتَتِ فَشَلَها للعَالَمِين !
انتَفَضتِ الْجُمْهُورِيَّات الإسْلامية .. وخَرَج مَن خَرَج مِن تِلك الأقْبِيَة انْدَهَشَتْ رُوسيا وشُدِهَتْ أنّ الإسلام لم يَشِـخ ! وأنه لا زال فَـتِـيًّا رَغْم الْجِراح !
حينما خَرَج من الأقبِيَة حُفَّاظ القُرآن !
أدْرَكَ كُهَّان الشَّرْق والغَرْب أنَّ الإسلام لا يَمُوت !
وهذا ما نَطَق به ( لويس التاسع ) في حروبه الصليبية على بلاد الإسلام !
لويس التاسع – أو لويس القديس – الذي غَزا مِصر في حملة صليبية سَابِعة سَافِرَة ! وَقَع فيها بالأسْر ! ثم فَادَى نَفْسَه مُقَابِل فِدْيَة ضَخْمَة !
بل عَرفوا أن الطَّرْق لا يَزِيد الإسْلام إلاَّ صَلابَة ..
ولا تَزِيدُه الْمِحَن إلاَّ شِدَّة واشتِدَادا في عُودِه ..
وأنَّ دِمَـاء الشُّهَداء كالضِّيَاء ..
فَهَبُوا أنكم مَنَعْتُم الحِجاب في فَرنسا أو في تُونس !
أجْلِبُوا على الإسلام بِخَيْلِكم ورَجِلِكم ! فإننا نَرى الصُّبْح يَلُوح مِن تَحت حَوافِر خُيولِكم !
قَلِّبوا الأمور حتى تَدُور .. فالدوائر على الباغي تَدور !
أثِيروا الغُبار ..
ومزِّقوا الحجاب ..
فلا تَكُون الْجِنَايَة إلاَّ عليكم !
أشعِلوا نِيران الْحَرب .. فالله لكم بالمرصاد ..
أفْسِدُوا في الأرض ، فـ (إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ) ..
انْفُخُوا نِيران الفِتَن .. فلَكم سَلَف في ” الَوَزَغ ” الذي كان يَنْفُخ النار على إبراهيم عليه السلام ! كما في الصحيحين .
أشْعِلُوها وزِيدُوها ضِرَاما .. فلن تَبلغ عُشْر نَار قَوم إبراهيم عليه الصلاة والسلام ..
” حتى إنْ كَانت المرأة تَمْرَض فَتَنْذُر إن عُوفِيتْ أن تَحْمِل حَطَبًا لِحَرِيق إبراهيم ” !
ومع شِدَّة تلك النار .. جَعَلها الله بَرْدًا وسَلامًا .. ورَدّ كَيْد الكَائدِين في نُحُورِهم
وحَكَم اللهُ وقَضَى وهو الْحَقّ الْمُبين .. أنْ جَعَل الكَائدين هُم الأخْسَرين .. وهم الأسْفَلِين ..
(وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ) .
(فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَسْفَلِينَ) .
كِيدُوا ما شئتم مِن كَيْد .. وامْكُرُوا مَا بَدَا لكم مِن مَكْر ..
امْكُروا الْمَكْر الكُـبَّار !
وانْتَظِروا نتيجة : (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ) .
يَوم يُقَال (يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ) .
قَتِّلُوا .. وشَرِّدُوا ..
والْـقُوا بِالتُّهَم جُزَافًا !
وإن شِئتُم فَقُولُوا كَمَا قَال أسْلافُكم : ما أُرِيكم إلاَّ مَا أرَى ! ومَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ !
موتُوا بِغيْظِكم فالله مُتِمّ نورِه ولو كرِه الكافرون ..
مهْما بَلَغ مُكْرُكم .. ومهما كان دَهاؤكم ..
ومهما بَلَغ الْجَبَرُوت والقُوَّة ..
فلن تبْلُغوا طُغيان شيخ الطُّغاة وإمام الضَّلالَة – فِرعون – الذي قَتَّل الأطفال .. بل أبَاد الذُّكُور خَوفًا مِن رَضِيع يَكون زَوَال مُلْكِه على يَـدِه !
فأبَى الله إلاَّ أن يَكُون فِرْعَون هو الرَّاعِي لذلك الصَّغِير .. بل تُرْضِعُه أمُّـه على حِسَاب فرعون !
وكمَا قِيل : مِن مأمَـنِـه يُؤتَى الْحَـذِر !
ما أشْبَه الليلة بالبارِحة !
فِرْعَون يَخاف مِن طفل رَضِيع !
وفِرْعَون يَخَاف مِن دُمْيَـة !
الله أكْبَر .. إنَّها السُّنَن ..
وما أشْبَه الليلة بِالبَارِحة !
ألْقَاب مَمْلَكَة في غَير مَوْضِعِها = كَالْهِـرِّ يَحْكِي انْتِفَاخًا صَوْلَة الأسَدِ
كتبه : فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن صالح السحيم
الرياض 19/10/1427 هـ .