موعدنا يوم ” الجوائز ” ..
لئن قال أبو عبد الله الإمام أحمد بن حنبل لِخصومه : موعدنا يوم ” الجنائز ” فإني أقول : موعدنا يوم ” الجوائز ” !
قَبْل أيام ازدَانَت ” دار السلام ” بِسَلام على ” أهل القرآن ” ، وضاق بِهم ” الْمَلْعَب “
https://twitter.com/alfheedA/status/1130481438397280258
لقد حَضَر ” عُرس ” أهل القرآن أكثر مِن مائة ألف ، فلم يَكن لهم صَخَب ولم يَكن منهم شَغَب !
رغم أنهم مِن بِلاد شَتّى ، ومِن ثقافات مختَلَفِة ، وأعمار مُتَبَايِنة !
وبعد أيام قلائل يُزهِر الإسلام في الأرض ، وتَرتدي الأرض ثوبا بَهِيجا في نَواحيها ..
يأتي يوم ” الجوائز ” فتُخرِج العواصِم فَلَذَات أكبادِها في الشوارع والطّرُقات والْمَيَادِين العامة ، بل والملاعِب ؛ لِيَقِف الناس في صُفوف مُتَراصّة يُؤدّون صلاة عيد الفِطر يوم ” الجوائز ” .
تُقلِّب بِصَرَك مِن ” مُوسكو ” شَرْقا إلى ” شيكاغو ” غَرْبا ! حيث يُستَأجَر مَلْعَب الكُرَة لأداء صلاة العيد !
موسكو
https://youtube.com/watch?v=Jws6XqwPwkA
شيكاغو
https://youtube.com/watch?v=7-mpV8j0VR0
مُرورا بـ ” صِربيا ” ودُول أوربيّة كثيرة !
ويكفي أن تستعرض هذه الصورة :
وهذه الصورة :
وهذه الصورة :
لتُحَدِّثك الصورة عن الْحَدَث مِن قَلْب ” أوربا ” ! مَلايين صَلّوا صلاة العيد في ” صِرْبِيا ” و” ألْبَانِيا ” ، وكأنها لم تَرْزَح تَحت وطأة الشيوعية دَهْرًا !!
وفي خَبَر وصُورة : 300 ألف أندونيسي أدّوا صلاة العيد في جامع ” الاستقلال ” في جاكرتا ..
وهذه :
صلاة العيد في ” الهِند “
وقبل عِدّة سَنَوات صلّيت العيد في ” النّيجَر ” ، فَهَالَني ما رَأيت مِن تدَفّق أفواج الناس إلى مُصلّى العيد على مُختَلَف أعمارهم .. فوالله ما شَبَهَت ذلك الْمَشْهَد إلاّ بِنَفِير الناس يوم عَرَفة .. رَغْم أن صلاة العيد كانت الساعة التاسعة صباحا ، ومع حرارة الشمس وغُبار الأرض إلاّ أن الناس صَلّوا وجَلَسُوا ..
فَمَن ظَنّ أنه سيُوقِف مَدّ الإسلام وتَمَدّده بِمُسلسل ” هابِط ” ، أو بـ ” جَعجَعَة ” إعلامية ، أو بِغيرها مِن الوسائل ؛ فهو كَمَن يَرُوم أن يَحجِب الشمس بِـ ” غِرْبَال ” أو بِقِطعة ” قماش ” !
قد يَكون حَجَب ضَوء الشمس عن عَينَيه ” هو ” ، كَحَال نَعامَة دَفَنَت رأسَها في ” رغامَة ، ” أو في كَومَة ” قَشّ ” !
ألَم تَقرأ الوَصْف القُرآني لِمُحَاوَلاتِهم حَجْب النّور الرباني ؟
(يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)
جُهُود بائسة ، وقلوب آيِسَة ، وأفواه آسِنة ..
قِف في صَبيحة يَوم لا غَيْم فيه ، وانظر طُلوع النّور ثم طُلوع الشمس .. أترى قُوّة تَمْنع انتشار ذلك الضَّوء ؟
فجْرٌ تدفّق مَن سَيَحْبِس نُورَه *** أرِنِي يَدًا سَدّت عَلَينا الْمَشْرِقا
غير أن ” الوَزَغ ” سَعَى على ضَعفِه لإيقَاد النار على ” خليل الرحمن ” عليه الصلاة والسلام !
فَخَمَدَت النار .. وذَهَب الأشرار .. وبَقِي الذّكْر الجميل للخَليل ..
وللوَزَغ : ” الْحِذاء ” !
ومَضَتِ السُّنَّة : أنه ما مِن مُسلِم يُصلّي إلاّ صَلّى وبَارَك ” على إبراهيم وعلى آل إبراهيم “
وما مِن مُسلم يَرى الوَزَغ إلاّ ضَرَبَه بـ” الْحِذاء ” !
فلا تَهُولَنّكم جَعْجَعَة الإعلامِيِّين ..
هل يَظن تافِه إعلامي أو مُمَثّل هابِط أنه سيُطفئ نور الله بِنَفَس ” وَزَغ ” ؟!
هكذا ظَن ” الوَزَغ ” الأول !!
وعند البخاري : أمَرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بِقَتْل الوَزَغ ، وقال : كان يَنْفُخ على إبراهيم عليه السلام .
قال القاضي : بَيَان لِخُبث هذا النوع وفساده ، وأنه بَلَغ في ذلك مَبْلَغا استعمله الشيطان ، فحَمَله على أن نَفَخ في النار التي أُلْقِي فيها خليل الله – عليه الصلاة والسلام – ، وسَعَى في اشتعالها . وهو في الجملة مِن ذوات السّمُوم المُؤذِية .
(مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح)
ومِن هُنا : أعْلَنَت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها الْحَرْب على الأوزاغ !
فقد دخلت امرأة على عائشة فإذا رُمْح منصوب ، فقالت : يا أم المؤمنين، ما تصنعين بهذا الرّمْح ؟ قالت : نَقتل به الأوْزَاغ . رواه الإمام أحمد وابن ماجه .
فالدِّين دِين الله ، والله وَعَد – ووَعْده حَقّ – أن دِينه مَنصُور ..
(فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ)
هذا الدّين عظيم : إن حُورِب اشتَدّ ، وإن تُرِك تَمَدَّد ..
وسبق :
قولوا لأبي عبد الله وجدنا ما وعدت حقـا
والله يتولاّك .
كتبه : فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن صالح السحيم
” بَنوم بَنَه ” كمبوديا – رمضان 1440 هـ