متناقضـــات في الحيـاة
كثيرة هي المتناقضات في حياة كثير من الناس
ولعلي أشير إلى بعض الصور التي ربما نشاهدها يومياً من خلال الشارع أو السوق أو المدرسة أو العمل .
تناقض !
رجل يمشي على جوار زوجته :
الزوج ثوبه يغطي كعبيه !
والزوجة تُشمّر عن ثوبها حتى تبدو أطراف السيقان !
تناقض !
يُنكر على الشاب الذي قصّر ثوبه ، ربما إلى أقل من أنصاف ساقيه ، فربما قيل : يلبس ( شانيل ) أو يلبس ( تنورة ) !!
وفي المقابل يجلس الناس أمام شاشة التلفاز ، فينظرون إلى ممثلة أبدت ركبتيها ! ولا يُنكرون هذا بل ينظرون إليه دون أدنى اشمئزاز !
تناقض !
يُنكر على قصير الثياب
ولا يُنكر على لاعب الكرة الذي أبدى فخذه !!
تناقض !
الزوج يبلس نظارة شمسية قاتمة السواد
والزوجة تُبدي عن عينيها بل عن أكثر وجهها بحجة النظر إلى الطريق !!
تناقض !
الرجل يلبس الفضفاض والواسع من اللباس
والمرأة تلبس المُخصّر والضيق من اللباس !!
تناقض !
يُستنكر أن يدوام شخص على السواك ، حتى في الأماكن العامة
ولا يُستنكر دخان السجائر مع ما به من أذى وضرر !!
( مع أن الأول سنة ، والثاني محـرّم ) !!!
تناقض !
أن تكون الفضيلة غريبة مستغربة
والرذيلة أو دواعيها غير مستغربة ! بل ربما حريات شخصية !
فرجل يستمسك بدينه ، أو امرأة تتمسك بدينها ، هذا تعقيد ! وتزمّـت ! وربما تخلف ورجعية !
وامرأة تحررية ، أو رجل يتزندق ، هذه حريات شخصية !!
تناقض !
رجل يلزم بلده ، فهذا معقد
ورجل كثير الأسفار ، كثير الإفساد في الأرض ، هذا مثقف ، أو واسع الأفق ، متعدد الثقافات !!
تناقض !
أن نستـثـقـل خمس دقائق في المسجد عندما يتأخر الإمام ، أو حتى عندما يُطيل في الصلاة
ولا يستـثـقـل البعض ( 90 ) دقيقة في متابعة مباراة رياضية ! أو مثلها في مشاهدة مسلسل ساقط !
بل ربما خرج من يستـثـقـل تلك الخمس دقائق ووقف مع صاحبه وقوفاً عند باب المسجد لمدة نصف ساعة رغم الظروف الجوية المختلفة !
عجيب هذا التناقض في حياتنا !
المرأة تُبدي عن ساقيها ، والشاب يسحب ثوبه !!
المرأة تُبدي عن عينيها ، والشاب يُغطي عينيه بنظارة سواداء !!
يُنكر قصر ثوب الرجل ، ولا يُنكر قصر لباس المرأة ! وإن كان غاية في القصر !!
يُنكر على قصير الثياب ، ولا يُنكر على لاعب أبدى فخذه !!
يُنكر على المُستاك ، ولا يُنكر على المُدخّـن !!
وووو
وكم هي الصور المتناقضة في مجتمعاتنا اليوم !
وكم نحن بحاجة إلى تصحيح المفاهيم ، وإلى تعديل بعض الفِطر !
وكم نحن بحاجة إلى تعديل بعض الرؤوس !! حتى تنظر النظرة المعتدلة !
كتبه : فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن صالح السحيم