جاءوا إلى صلاة الجمعة بثياب قـذرة متّسِخـة
صلينا صلاة الجمعة .
عامة الناس جاءوا بثياب نظيفة ، والكثير حضروا بأبدان نظيفة أيضا .
ثم تصوّرت لو أنّ ما خَفِيَ ظَـهَـر ، ولو أنه بدا ما استتر .
وتذكّرت حينها قول ابن مسعود رضي الله عنه حينما قال لأصحابه : لو تعلمون ذنوبي ما وطئ عقبي رجلان .
( يعني ما مشى خلفي رجلان . وهذا دليل على شدة تواضعه وخوفه من الله )
وتذكّرت قول ابن عمر رضي الله عنه فإنه لما قال له أبو الوازع : لا يزال الناس بخير ما أبقاك الله لهم . فغضب ثم قال : إني لأحسبك عراقيا وما يدريك ما يغلق عليه ابن أمك بابه ؟
وقول ميمون بن مِهران وقد قال له رجلٌ : يا أبا أيوب ما يزال الناس بخير ما أبقاك الله لهم . قال : أقبل على شأنك . ما يزال الناس بخير ما اتقوا ربهم .
تصوّرت وأنا أرى بيض الثياب
تصوّرت لو برزت خطايا القلوب على الثياب !
كيف تكون مناظر المُصلّين ؟؟؟
كيف لـو ؟
لو ظهر الحسد على شكل بقع سوداء !
أو تمثّـل الكبر والغرور على هيئة طين أسود يُلطّخ أثواب المصلين !
أو تشكّـلت الغيبة والنميمة على أشكال دم قاتم على أثواب المصلين !
بل كيف لو ظهرت تلك القاذورات المعنوية ؟
فقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم الآثام التي توجب الحدود سمّاها ” قاذورات “
فقال عليه الصلاة والسلام : اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها ، فمن ألمّ فليستتر بستر الله ، وليتب إلى الله ، فإنه من يُبـْـدِ لنا صفحته نُقِم عليه كتاب الله عز وجل . رواه الحاكم وصححه على شرط الشيخين ، ورواه غيره ، وصححه الألباني .
فهي قاذورات وأي قاذورات ؟
قاذورات وإن تلذذ بها أصحابها
قاذورات وإن تلذذ بها منتكسي الفِطَر
ماذا لو ظهرت تلك القاذورات على وجوه وثياب أصحابها ؟؟؟
لو ظهرت آثار الزنا
لو بَدَتْ آثار الربا
لو تشكّلت على هيئات وأشكال مختلفة على أثواب أصحابها
على هيئة نجاسة تُلطّخ أجزاء من الثوب
كيف سيُقابلون الناس ؟؟؟
أما يستحي أولئك أن يلقوا ربهم بتلك القاذورات ؟؟؟
أما يستحون أن يُقابلوا مولاهم بتلك الخطايا ؟؟؟
ورحم الله أبا العتاهية حينما قال :
كيف إصلاح قلوب إنما هن قروح
أحسن الله بنا أن الخطايا لا تفوح
فإذا المستور منّا بين ثوبيه فضوح
رحماك ربنا
اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العَرض .
اللهم استرنا بسترك
اللهم لا تبتلينا فنفتضح
كتبه : فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن صالح السحيم