تعرّف على نبيّـك صلى الله عليه وسلم – الدرس 6
باب ما جاء في شَعر رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم
21 – عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال : كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نصف أذنيه .
وفي طريق أخرى : إلى أنصاف أُذنيه .
الحديث :
أخرجه مسلم في صحيحه .
22 – عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد ، وكان له شعر فوق الجمة ، ودون الوفرة .
الحديث :
أخرجه الترمذي ، وصححه الألباني .
معاني الكلمات :
الجُـمّـة : الشعر النازل إلى المنكبين .
الوفـرة : ما بلغ شحمة الأذن .
23 – عن أم هانئ بنت أبي طالب – رضي الله عنه – قالت : قدِم رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم مكة قَـدمـة ، وله أربع غدائـر .
وفي رواية : ظفائـر .
الحديث :
أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه . وصححه الألباني .
وفي رواية أبي داود : وله أربع غدائر . تعني عقائص .
وفي رواية ابن ماجه : دخل رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم مكة وله أربع غدائر .
ومعنى هذا أن دخوله هذا كان عام الفتح .
معاني الكلمات :
غدائر : جمع غديرة .
والضفائر : جمع ضفيرة .
والغديرة والضفيرة بمعنى الذؤابة ، وهي الخصلة من الشَّعر إذا كانت مرسلة ، فإذا كانت ملويّة فهي العقيصة .
لكن يرِد الإشكال فيما رواه أبو داود : وله أربع غدائر . تعني عقائص .
قال في لسان العرب : الضَّـفْـرُ : نَسْجُ الشعر وغيرهِ عَريضاً ، و التضْفِـيرُ مثله : والضَّفـيرة ُ: العَقِـيصَة ، وقد ضَفَر الشعر ونـحوهَ يَضْفِرُه ضَفْراً: نسجَ بعضَه علـى بعضَه علـى بعض . و الضَّفْرُ : الفَـتْـل : و انْضَفَرَ الـحَبْلانِ إِذا الْتَويا معاً .
فهما بمعنى واحد .
24 – عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسدل شعره ، وكان المشركون يَفرقون رؤوسهم ، وكان أهل الكتاب يسدلون رؤوسهم ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء ، ثم فرق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه .
الحديث : أخرجه البخاري ومسلم .
معاني الكلمات :
سَدْلَ الشّعر : إرساله .
ومعنى فَرَقَ رأسه : أي ألقى الشَّعر إلى جانبي رأسه .
إشكال وجوابه :
قد يقول قائل : لماذا كان النبي صلى الله عليه على آله وسلم يُحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء ؟
فالجواب : أن هذا كان في أول الأمر ، ثم أُمِـرَ – عليه الصلاة والسلام – بمخالفتهم ، بدليل أنه ترك ما كان عليه أهل الكتاب من سدل الشَّعـر .
وقد أمر النبي صلى الله عليه على آله وسلم بمخالفة أهل الكتاب ، والأحاديث في هذا الباب كثيرة مشهورة .
ومن ذلك أنه أمر بمخالفة اليهود في صيام عاشوراء ، وأن يُصام يوم قبله أو بعده .
حتى قالت اليهود : ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه . كما في صحيح مسلم .
ويعنون بـ ” هذا الرجل ” النبي صلى الله عليه على آله وسلم .
وهذا يدلّ على كثرة مُخالفة أهل الكتاب ، بل وتقصّد مُخالفتهم ، ليتميّز المسلم في مظهره ومخبره .
وهنا :