تعرّف على نبيّـك صلى الله عليه وسلم – الدرس 5
18 – عن بريدة – رضي الله عنه – قال : جاء سلمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة بمائدة عليها رطب ، فوضعها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما هذا يا سلمان ؟
قال : صدقة عليك وعلى أصحابك .
قال : أرفعها فإنا لا نأكل الصدقة .
فرفعها ، فجاء من الغد بمثله ، فوضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما هذا يا سلمان ؟
فقال : هدية لك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ابسطوا .
ثم نظر إلى الخاتم الذي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فآمن به ، وكان لليهود فاشتراه رسول الله عليه وسلم بكذا وكذا درهماً على أن يغرس نخلاً فيعمل سلمان فيه حتى تُطعم ، فغرس رسول الله صلى الله عليه وسلم النخيل إلا نخلة واحدة غرسها عمر ، فحملت النخل من عامها ، ولم تحمل النخلة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما شأن هذه النخلة ؟ قال عمر : يا رسول الله أنا غرستها . فنزعها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم غرسها فحملت من عامها .
الحديث :
أخرجه الإمام أحمد ، وحسّـنه الألباني .
معاني الكلمات :
قوله : ابسطوا . يعني ابسطوا أيديكم وكُـلـوا .
وإنما جاء سلمان – رضي الله عنه – أول مرة بتمر وقال عنه : صدقة ، ثم جاء مرة ثانية وقال : هدية ؛ لأن سلمان – رضي الله عنه – كان يبحث عن الحق ويُفتش ويسأل الأساقفة فدلّـه صاحب عمورية على النبي صلى الله عليه على آله وسلم وأخبره بقرب مبعثه .
وقال الأسقف لسلمان : قد أظلك زمان نبي هو مبعوث بدين إبراهيم يخرج بأرض العرب مهاجرا إلى أرض بين حرّتين بينهما نخل به علامات لا تخفى :
يأكل الهدية
ولا يأكل الصدقة
بين كتفيه خاتم النبوة .
فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل . في حديث طويل رواه الإمام أحمد وغيره في قصة إسلام سلمان – رضي الله عنه – ورحلته بحثاً عن الحق .
فهذه ثلاث علامات من علامات النبوة أُخبر بها سلمان – رضي الله عنه – قبل أن يُبعث النبي صلى الله عليه على آله وسلم ، فأراد سلمان – رضي الله عنه – أن يتأكد من تلك الصفات .
وتلك الصفات مما كان عند أهل الكتاب من صفة النبي صلى الله عليه على آله وسلم ، مما يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل .
19 – عن أبي نضرة العوفي قال : سألت أبا سعيد عن خاتم رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم ؟ يعني خاتم النبوة فقال : كان في ظهره بَضعة ناشزة .
الحديث :
قال الألباني : تفرد به المؤلف هنا . يعني في الشمائل .
وقال عنه : حسن .
معاني الكلمات :
بَضعة : قطعة
ناشزة : مرتفعة
يعني كأن الخاتم في كتفه صلى الله عليه على آله وسلم قطعة لحم ظاهرة .
20 – عن عبد الله بن سرجس – رضي الله عنه – قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في ناس من أصحابه ، فدرت هكذا من خلفه ، فعرف الذي أُريد ، فألقى الرداء عن ظهره ، فرأيت موضع الخاتم على كتفيه مثل الجُمع حولها خيلان كأنها ثآليل ، فرجعت حتى استقبلته ، فقلت : غفر الله لك يا رسول الله . فقال : ولك .
فقال القوم : استَغْفَر لك رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم . فقال : نعم ، ولكم ، ثم تلا هذه الآية ( وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ) .
الحديث :
أخرجه مسلم باختلاف يسير .
معاني الكلمات :
الجُمْـع : جُمع الكفّ ، وهو هيأة اليد بعد جمع الأصابع .
خِيلان : جمع خال ، وهو النقطة أو الشامة السوداء .
ثآليل : جمع ” ثؤلول ” وهو خرّاج صغير كالحمصة يظهر على الجسد نتوء واستدارة .
وهنا :