تعرّف على نبيّـك صلى الله عليه وسلم – الدرس الـ 12
46 – عن أم سلمة قالت : كان أحب الثياب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم القميص .
الحديث :
أخرجه أحمد أبو داود في كتاب اللباس ، والترمذي في كتاب اللباس وابن ماجه .
وقال الألباني : صحيح .
من فوائد الحديث :
قولها رضي الله عنها : ” كان أحب الثياب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يدلّ على أنه صلى الله عليه وسلم يلبس غير القُمُص من إزار ورداء وبُردة .
وفيه أن الثياب اسم جنس ، فتشمل القُمُص والإزار والرداء ونحو ذلك مما يُلبس .
وفي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه : كان أحب الثياب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الْحِبَرَة .
قال الإمام النووي : هي بكسر الحاء وفتح الباء ، وهي ثياب من كتان أو قطن ، مُحبّرة أي مُزيّنة ، والتحبير التزيين والتحسين . ويُقال : ثوب حبرة على الوصف ، وثوب حبرة على الإضافة ، وهو أكثر استعمالا . والحبرة مفرد ، والجمع حبر وحبرات كعنبة وعنب وعنبات ، ويُقال : ثوب حبير على الوصف . فيه دليل لاستحباب لباس الحبرة ، وجواز لباس المخطط ، وهو مُجْمَعٌ عليه ، والله أعلم .
قال العيني : وإنما كانت الحبرة أحب الثياب إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأنه ليس فيها كثير زينة ، ولأنها أكثر احتمالا للوسخ . اهـ .
فيُجمع بين الحديثين من وجوه :
الأول : أن كلاًّ حدّث بما علِم ، ويجوز أن يكون الشخص يُحبّ أكثر من شيء ، فيظهر بعضه لبعض أصحابه دون بعض .
الثاني : أنه عليه الصلاة والسلام كان يُحبّ القميص لِسَعَتِه ، ويُحب الحبرة لأنها أكثر احتمالاً للوسخ ، كما ذكر العيني .
الثالث : يُحتَمَل أنه قد يكون في وقت دون وقت ، فيُحب القُمُص – مثلاً – في الصيف لِسَعَتِها وبرودتها ، ويُحب الـبُردة الحبرة في الشتاء لكونها غليظة .
والله تعالى أعلم .
وهنا :