تدخّـلات الشياطين في حياة الآدمييـن
تتدخـّــل الشياطين في حياة الآدميين لإفساد حياة بني آدم
– وأعظم ما يكون التّدخّل إذا كان بالدعوة إلى الإشراك بالله عز وجل
قال سبحانه وتعالى : ( كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ )
وقال عليه الصلاة والسلام : ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومى هذا ؛ كل مال نحلته عبدا حلال ، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم ، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم ، وحرّمت عليهم ما أحللتُ لهم ، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا . رواه مسلم .
– وثمة مشاركات للشياطين في حياة بني آدم في المال والولد
قال سبحانه وتعالى للشيطان : ( وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا )
ثم قال سبحانه وتعالى مُستثنياً : ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً )
ولا غرابة فـ ” الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدّم ” كما قال عليه الصلاة والسلام ، والحديث متفق عليه .
– ويحضر الشيطان عند كل أمر من أمور بني آدم
قال صلى الله عليه وسلم : إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه ، فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى ، ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان ، فإذا فرغ فليلعق أصابعه ، فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة . رواه مسلم .
– ويقف الشيطان عند أبواب بيوت بني آدم ليُشاركهم السّكنى والطعام
قال صلى الله عليه وسلم : إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان : لا مبيت لكم ولا عشاء ، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان : أدركتم المبيت ، وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال : أدركتم المبيت والعشاء . رواه مسلم .
– ويُحاول أن يُشارك بني آدم في طعامهم وشرابهم
قال حذيفة رضي الله عنه : كنا إذا حضرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم طعاما لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضع يده ، وإنا حضرنا معه مرة طعاما فجاءت جارية كأنها تدفع فذهبت لتضع يدها في الطعام ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها ، ثم جاء أعرابي كأنما يدفع فأخذ بيده ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الشيطان يستحلّ الطعام أن لا يُذكر اسم الله عليه ، وإنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها ، فأخذت بيدها ، فجاء بهذا الأعرابي ليستحلّ به ، فأخذت بيده ، والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يدها . رواه مسلم .
– ويسعى الشيطان لتخطّف الصبيان !
قال عليه الصلاة والسلام :
إذا استجنح الليل أو كان جنح الليل فكفُّوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ ، فإذا ذهب ساعة من العشاء فخلّوهم ، وأغلق بابك واذكر اسم الله ، وأطفئ مصباحك واذكر اسم الله ، وأوكِ سقاءك واذكر اسم الله ، وخـمِّـر إناءك واذكر اسم الله ، ولو تعرض عليه شيئا . رواه البخاري ومسلم .
– ويُحاول أن يُشارك الأزواج في المعاشرة
قال صلى الله عليه وسلم : لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال : بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فقضي بينهما ولد لم يضرّه الشيطان . رواه البخاري ومسلم .
– ويُحاول أن يُفسد على الناس صحتهم ! فيتسلّط عليهم بالغضب
استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فغضب أحدهما فاشتدّ غضبه حتى انتفخ وجهه وتغير ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه الذي يجد ؛ لو قال : أعوذ بالله من الشيطان ، فانطلق إليه الرجل فأخبره بقول النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال : تعوّذ بالله من الشيطان ، فقال : أترى بي بأسا ؟ أمجنون أنا ؟ اذهب ! رواه البخاري ومسلم .
– بل يسعى ليُحزن بني آدم
( إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ )
جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله رأيت في المنام كأن رأسي ضرب فتدحرج فاشتدتّ على أثره . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأعرابي : لا تحدّث الناس بتلعب الشيطان بك في منامك .
قال جابر : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم بعد يخطب ، فقال : لا يحدثن أحدكم بتلعب الشيطان به في منامه . رواه مسلم .
– بل يأتي إلى الإنسان فيُحاول أن يُفسد عليه عبادته
فقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة ثم قال : إن الشيطان عرض لي فشدّ عليّ ليقطع الصلاة علي ، فأمكنني الله منه ، فَذَعَتـّهُ ، ولقد هممت أن أوثقه إلى سارية حتى تصبحوا فتنظروا إليه ، فذكرت قول سليمان عليه السلام : رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي ، فردّه الله خاسيا . رواه البخاري ومسلم .
( ذعتّه : أي خنقته )
وشكا عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه ما يجد من الوسواس في الصلاة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يُلبسها عليّ . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ذاك شيطان يقال له خنزب ، فإذا أحسسته فتعوّذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثا . قال : ففعلت ذلك فأذهبه الله عني . رواه مسلم .
وقال عليه الصلاة والسلام : إن الشيطان يأتي أحدكم وهو في صلاته فيأخذ شعرة من دبره فيمدّها فيرى أنه قد أحدث فلا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا . رواه الإمام أحمد ، وقال محققو المسند : حديث حسن .
وقال ابن عباس رضي الله عنهما : إن الشيطان يطيف بالعبد ليقطع عليه صلاته فإذا أعياه نفخ في دبره ، فلا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا ، ويأتيه فيعصر ذَكَرَه فيريه أنه خرج منه شيء ، فلا ينصرف حتى يستيقن .
وقال عليه الصلاة والسلام : إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين ، فإذا قُضي النداء أقبل حتى إذا ثوّب بالصلاة أدبر ، حتى إذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول : اُذكر كذا ، اُذكر كذا لما لم يكن يذكر حتى يظل الرجل لا يدري كم صلّى . رواه البخاري ومسلم .
وسُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن التفات الرجل في الصلاة ، فقال : هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة أحدكم . رواه البخاري .
– وللنساء نصيب ! فيُريد أن يُفسد على النساء عبادتهن
قالت حمنة بنت جحش رضي الله عنها : كنت استحاض حيضة كثيرة شديدة ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أستفتيه وأُخبره ، فوجدته في بيت أختي زينب بنت جحش ، فقلت : يا رسول الله إني امرأة استحاض حيضة كثيرة شديدة فما ترى فيها ، قد منعتني الصلاة والصوم ؟ فقال : أنعت لك الكرسف فإنه يذهب الدم . قالت : هو أكثر من ذلك . قال : فاتخذي ثوبا ، فقالت : هو أكثر من ذلك ، إنما أثجّ ثجّـاً ! فقال لها : إنما هذه ركضة من ركضات الشيطان .. الحديث . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم .
قال الخطّابي : وقوله : ” إنما هي رَكضة الشيطان ” فإن أصل الركض الضرب بالرجل والإصابة بها ، يُريد به الإضرار والإفساد ، كما تركض الدابة وتُصيب برجلها . اهـ .
– وللأطفال نصيب أيضا فيطعن في بطن كل مولود من مواليد بني آدم !
قال عليه الصلاة والسلام : ما من مولود يولد إلا والشيطان يمسه حين يولد ، فيستهل صارخا من مسّ الشيطان إياه إلا مريم وابنها . رواه البخاري ومسلم .
– ويحاول أن يطّلع على عورات بني آدم !
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الكنيف قال : اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث . رواه البخاري ومسلم .
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : إذا دخلت الغائط فأردت التكشّف فقُل : اللهم إني أعوذ بك من الرجس والنجس والخبث والخبائث والشيطان الرجيم . رواه ابن أبي شيبة .
وقال عليه الصلاة والسلام : إن هذه الحشوش محتضرة ، فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل : أعوذ بالله من الخبث والخبائث . رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي في الكُبرى وابن ماجه ، وهو حديث صحيح .
وقال عليه الصلاة والسلام : ستر ما بين الجن وعورات بنى آدم إذا دخل الكنيف أن يقول : بسم الله . رواه ابن ماجه من حديث علي رضي الله عنه .
ورواه الترمذي بلفظ : ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول : بسم الله .
والحديث صححه الألباني في الإرواء بمجموع طُرقـه .
– وتُصيب الشياطين بعض بني آدم بالعين إذا لم يتحصنوا بالأذكار !
رأى النبي في بيت أم سلمة رضي الله عنها جارية في وجهها سفعة ، فقال : استرقوا لها ، فإن بها النَّظْرة . رواه البخاري ومسلم .
قال العيني في عمدة القارئ : قوله : ” اسْتَرْقُوا لها ” أي : اطْلُبوا مَن يَرقي لها ، وقوله : ” فإن بها النظرة ” أي أصابتها عين . يُقال رجل منظور إذا أصابته العين ، وقال ابن قرقول : النَّظْرة بفتح النون وسكون الظاء ، أي : عين من نَظَرَ الجن ، وقال أبو عبيد : أي : أن الشيطان أصابها ، وقال الخطابي : عيون الجن أنفذ من الأسنّة . اهـ .
ما هي طرق وأساليب الوقاية منه ؟
أما طرق وأساليب الوقاية منه فـ :
– الاستعاذة بالله من الشيطان وشَرْكِـه
قال سبحانه وتعالى : (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ)
وقد قال تبارك وتعالى قبل ذلك : (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)
أي وإما يغضبنك من الشيطان غضب يصدك عن الإعراض عن الجاهل ويحملك على مُجازاته . فاستعذ بالله ، أي فاستجر بالله مِن نَزغِه . كما قال ابن جرير رحمه الله .
وتقدّم حديث ” إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه الذي يجد ؛ لو قال : أعوذ بالله من الشيطان “
ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوّذ بالله من الشيطان الرجيم مِن همزِه ونفخِه ونفثِه . كما في المسند وسنن أبي داود .
وهمزه المَوْتة ، ونفثِه الشعر ، ونفخِه الكبرياء .
ولما قال أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه : يا رسول الله مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت . قال : قُل : اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي وشرّ الشيطان وشَرْكِـه . قال : قُلها إذا أصبحت وإذا أمسيت ، وإذا أخذت مضجعك . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي .
– ضبط النفس عند الغضب
استوصى رجلٌ النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أوصني . قال له عليه الصلاة والسلام : لا تغضب . فردد مرارا قال : لا تغضب . رواه البخاري .
وعند الإمام أحمد عن حميد بن عبد الرحمن عن رجل مِن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال رجل : يا رسول الله أوصني . قال : لا تغضب . قال الرجل : ففكرت حين قال النبي صلى الله عليه وسلم ما قال ، فإذا الغضب يَجمع الشرّ كُلّه .
ومن ضبط النفس أن يتحوّل الإنسان من حالته التي تُعينه على البطش إلى أقل منها
قال عليه الصلاة والسلام : إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ،فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع . رواه الإمام أحمد وأبو داود .
وفي رواية للإمام أحمد عن أبي الأسود عن أبي ذر قال : كان يسقي على حوض له ، فجاء قوم ، فقال : أيكم يورد على أبي ذر ويحتسب شعرات من رأسه ؟! فقال رجل : أنا ، فجاء الرجل فأورد عليه الحوض فدقَّه ، وكان أبو ذر قائما ، فجلس ، ثم اضطجع ، فقيل له : يا أبا ذر ، لِمَ جلست ثم اضطجعت ؟ فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا : إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع .
– التّوكّل على الله عز وجل
قال سبحانه وتعالى عن الشيطان : (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ)
فتسلّط الشيطان وقدرته وأمره ونهيه يكون على مَن أطاعه واتّبعه .
– الوضوء
قال عليه الصلاة والسلام : استقيموا ولن تحصوا ، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ، ولن يحافظ على الوضوء إلاّ مُؤمن . رواه الإمام أحمد وابن ماجه .
وفي الصحيحين عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا استيقظ أحدكم من منامه فليستنثر ثلاث مرات ، فإن الشيطان يبيت على خياشيمه .
وأشكل هذا على بعض الناس : كيف يبيت الشيطان على الخياشيم ، مع أن من قرأ آية الكرسي في ليلة لن يزال عليه من الله حافظ ، ولا يقربنّه شيطان حتى يُصبح ؟
فالجواب – كما أشار إليه الحافظ ابن حجر – :
إما أن من قرأ آية الكرسي مخصوص بالحفظ دون غيره .
أو أن الشيطان لا يقربه قربان وسواس ، فلا يقرب قلبه فيضرّه بالوسواس ، بل يبيت على خيشومه ، ولا يصل إلى قلبه .
– الأذان
تقدّم أنه ” إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين “
– قراءة سورة البقرة في البيوت
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة . رواه مسلم .
وفي رواية له : لا تجعلوا بيوتكم مقابر ، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة .
وقال عليه الصلاة والسلام : اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه . اقرءوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران ، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان ، أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجّان عن أصحابهما . اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة ، وتركها حَسْرة ، ولا تستطيعها البطلة . قال معاوية بن سلاّم : بلغني أن البطلة السحرة . رواه مسلم .
– وفي سورة البقرة :
آية الكرسي التي من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ، كما في الحديث الذي رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه .
وفيها آخر آيتين . قال فيهما النبي صلى الله عليه وسلم : الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأ بهما في ليلة كفتاه . رواه البخاري ومسلم .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام ، فأنزل منه آيتين فختم بهما سورة البقرة ، ولا تُقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها الشيطان . رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي في الكبرى .
– صلاة النافلة في البيوت
إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبا من صلاته ، فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرا . رواه مسلم .
– تعويذ الصبيان
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ، ويقول إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق : أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامّـة . رواه البخاري .
– دوام ذكر الله عز وجل
ذِكر الناس داء ، وذِكر الله دواء . كما قال ابن عَوْن .
وذكر الله شفاء ، والغفلة طريق الشيطان إلى قلوب الأشقياء
قال ابن عباس رضي الله عنهما : الشيطان جاثم على قلب بن آدم ، فإذا سها وغفل وسوس ، وإذا ذكر الله خنس .
– إصابة الشياطين بالصرع قبل أن يصرعوا الشخص !
وكيف ذلك ؟!
قال ابن القيم رحمه الله : وبالذِّكر يَصرع العبدُ الشيطان ، كما يصرع الشيطان أهل الغفلة والنسيان . قال بعض السلف : إذا تمكن الذِّكر من القلب فإن دنا منه الشيطان صرعه كما يصرع الإنسان إذا دنا منه الشيطان ، فيجتمع عليه الشياطين فيقولون : ما لهذا ؟ فيقال : قد مسّه الإنسي ! وهو [ أي الذِّكر ] روح الأعمال الصالحة فإذا خلا العمل عن الذِّكر كان كالجسد الذي لا روح فيه ، والله أعلم . اهـ .
– المحافظة على الذكر بعد الصلاة وقبل النوم
وسبق أن كتبت موضوعاً بعنوان : انتصر ثم اكسب ، وهو هنا :
– المحافظة على الذِّكر عند النوم وعند القيام منه
وتقدّمت الإشارة إلى فضل قراءة آية الكرسي عند النوم ، وأن من قرأها لا يقربه شيطان .
– المحافظة على أذكار الصباح والمساء
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب ، وكُتب له مائة حسنة ، ومُحيت عنه مائة سيئة ، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ، ولم يأتِ أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه . رواه البخاري ومسلم .
وروى أبو داود عن عبد الله بن خبيب أنه قال : خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا ، فأدركناه ، فقال : أصليتم ؟ فلم أقل شيئا . فقال : قل . فلم أقُل شيئا ، ثم قال : قُل . فلم أقل شيئا ، ثم قال : قُل ، فقلت : يا رسول الله ما أقول ؟ قال : قُل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء .
وقال عقبةُ بن عامر رضي الله عنه : لقيت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ، فقال لي : يا عقبة بن عامر . ألا أعلمك سُوراً ما أنزلت في التوراة ولا في الزبور ولا في الإنجيل ولا في الفرقان مثلهن ؟ لا يأتين عليك ليلة إلا قرأتَهن فيها : قل هو الله أحد ، وقل أعوذ برب الفلق ، وقل أعوذ برب الناس .
قال عقبة : فما أتت علي ليلة إلا قرأتُهن فيها ، وحُق لي أن لا أدعهن وقد أمرني بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الإمام أحمد وغيره ، وأورده الألباني في الصحيحة .
– التعوذ منه في الصلاة
وقد تقدّم ما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إليه عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه .
– ذكر الله عند إغلاق الأبواب
قال عليه الصلاة والسلام : أغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله ، فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية للإمام أحمد : أجيفوا الأبواب واذكروا اسم الله عليها ، فإن الشيطان لا يفتح باباً أُجيف وذُكر اسم الله عليه .
– ذكر الله عند تغطية الآنية
وتقدّم الحديث في ذلك ” وأغلق بابك واذكر اسم الله ، وأطفئ مصباحك واذكر اسم الله ، وأوك سقاءك واذكر اسم الله ، وخـمِّـر إناءك واذكر اسم الله ، ولو تعرض عليه شيئا “
– إغلاق الفم عند التثاؤب
قال عليه الصلاة والسلام : أما التثاؤب فإنما هو من الشيطان ، فإذا تثاءب أحدكم فليردّه ما استطاع ، فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان . رواه البخاري .
وقال : إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ، فَلْيُمْسِكْ بِيَدِهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ . رواه مسلم .
– التعوّذ عند الخروج من المنزل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا خرج الرجل من بيته فقال : بسم الله ، توكلت على الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله . قال : يُقال حينئذ : هُديت وكُـفيت ووُقيت ، فتتنحى له الشياطين ! فيقول له شيطان آخر : كيف لك برجل قد هُدي وكُـفي ووُقي ؟ رواه أبو داود .
– ذكر الله عند دخول المنزل
تقدّم فيه الحديث قول الشيطان لأصحابه : ” لا مبيت لكم ولا عشاء ” ، وذلك إذا ذَكَر الرّجُل ربّه عند دخول منزله وعند طعامه .
– ذكر الله عند الطعام والشّراب
وتقدّمت الأحاديث في ذلك ، وأن الشيطان يُحاول أن يستحل طعام بني آدم عن طريق الأطفال أو غيرهم ممن ينسى الذِّكر عند الطعام .
والحل : أن يُذكّر الجميع بالتسمية على الطعام والشّراب .
– التعوذ عند دخول دورات المياه
وتقدّمت الاستعاذة ، ومنها : ” اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث ” . رواه البخاري ومسلم .
– الانتهاء عن الوساوس
قال عليه الصلاة والسلام : يأتي الشيطان أحدكم فيقول : من خلق كذا ؟ من خلق كذا ؟ حتى يقول : من خلق ربك ؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينتهِ . رواه البخاري ومسلم .
– إرغام أنـف الشيطان “
أي أنك تجعل أنفه في الرّغام وهو التراب والطين
قال عليه الصلاة والسلام : إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدرِ كم صلى ثلاثا أم أربعا ، فليطرح الشك ولْيَبْنِ على ما استيقن ، ثم يسجد سجدتين قبل أن يُسلّم ، فإن كان صلى خمسا شفعن له صلاته ، وإن كان صلى إتماما لأربع كانتا ترغيما للشيطان . رواه مسلم .
وذكر ابن القيم رحمه الله كلاما طويلا حول مسألة مراغمة الشيطان وإغاظته ، فليُرجع إليه في مدارج السالكين .
– البعد عن الخلوة بامرأة أجنبية
قال نبي الله صلى الله عليه وسلم : من أراد منكم بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة ، فإن الشيطان مع الواحد وهو مِن الاثنين أبْعد ، لا يَخلونّ أحدكم بامرأة فإن الشيطان ثالثهما ، ومَن سَرّته حسنته وساءته سيئته ؛ فهو مُؤمِن . رواه الإمام أحمد .
والله تعالى أعلى وأعلم .
كتبه : فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن صالح السحيم