إطلالة القاطع !
الأخ الفاضل ( القاطع 266 ) أخ فاضل أحسبه والله حسيبه
اغتبته قبل أن أره !
فقد كنا في مجلس الأخ الفاضل الكريم : ولد السيح – حفظه الله – وكان ذلك أول لقاء لي بإخواني المشكاتيين الأفاضل فقال مُضيّفنا : الأخ القاطع يعتذر لارتباطه ببعض حاجات أمّـه . فقلت : له من اسمه نصيب !
وكنت قلتها على سبيل الدعابة
ولكني أحسست بعدها أنني ذكرته بسوء ما كان ينبغي لي أن أذكره به
خاصة وأني لم أره من قبل ولا أعرفه معرفة جيدة آنذاك
فأرسلت له رسالة خاصة عبر مشكاة الخير
وإذا بي أُفاجأ بعد أيام باتصال هاتفي وصوت غير معروف ولكنه قريب للقلب
فسلّم سلام من يعرفني منذ زمن !
ثم أردف قائلا : لن تعرفني !
تساءلت في نفسي : كيف ولماذا ؟
قطع علي السؤال وكانت المفاجأة إذ قال : أنا القاطع
تصببت عرقا ! وخجلت أن يكون هو الذي يُهاتفني
عندها ووقتها تلاقت أرواحنا قبل أن تتلاقى أجسادنا
والأرواح جنود مُجنّدة فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف . كما في الصحيحين عنه عليه الصلاة والسلام .
وتوالت الاتصالات بيننا من غير أن يرى أحدنا صاحبه
ثم قدّر الله ويسر أن نلتقي
عندها علمت أن المرء بأصغريه – قلبه ولسانه –
لا أريد أن أقطع عنق صاحبي !
ولكن في شهر جمادى الآخرة من عام 1424 هـ التقيت أخي القاطع في أطهر وأشرف وأعظم بقعة ، في المسجد الحرام وقد حدثني أنه أطلّ على الناس وهم في طوافهم حول البيت وقد ازدحم البيت بالطواف
قال : فعجز ذهني عن تصور حاجاتهم ومسائلهم
كيف باجتماع الخلائق جميعا في مكان واحد وصعيد واحد يوم القيامة ؟
فأخبرته أنني زرعت مرة شجرة عند باب بيتي فتعبت من تعاهدها وسقياها ثم ماتت !
وهي شجرة واحدة
فكيف لو وُكِل إلينا رزق بعض الخلق أو الإنفاق عليهم ؟
والله جل جلاله في عليائه يُعطي ويمنع
يخفض ويرفع
يُعزّ ويُذلّ
يُميت ويُحيي
يشفي ويُعافي
( يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْم هُوَ فِي شَأْن )
فـ سبحان مَن وسِع سمعه الأصوات
سبحان من لا تشتبه عليه الأصوات ، ولا تختلف عليه اللغات، سبحان من قسم الأرزاق والهبات بين خلقه ( أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْض دَرَجَات لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ) ؟
سبحان من لا تُواري منه سماء سماء ، ولا أرض أرضا
سبحان من يعلم مثاقيل الجبال ومقادير البحار وعدد قطر الأمطار
سبحانك ربنا ما عبدناك حق عبادتك
( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ )
يا رب
وقف السائلون ببابك يرجون من جودك ونوالك
فجُد علينا وعليهم ربنا ولا تطردنا عن جنابك
كتبه : فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن صالح السحيم