أثر هدية حاج
حدثني الشيخ صالح السنغالي – خريج الجامعة الإسلامية ومُقيم في فرنسا – قال : كان لي صاحب من أبناء بلدي مقيم في فرنسا ، ولا يعرف من العربية حرفاً ، فكتب الله لـه الحج فَحَجّ إلى بيت الله الحرام ، وعند مغادرته المملكة أُهديَ إليه مصحف المدينة النبوية ، ففرح به فرحا شديدا ، وحزن حزنا شديدا في الوقت نفسه لأنه لم يستطع أن يقرأ في هذا المصحف .
وعندما عاد من الحج واستقر به المقام في فرنسا حيث محل إقامته جاء إلى صاحبه ( الشيخ صالح ) وألحّ عليه أن يُعلمه اللغة العربية ويُقرئه القرآن ، قال : فاتفقنا أن يأتي إليّ في كل يوم سبت حتى أُعلّمه اللغة والقرآن ، ثم طُرِدَ من عمله ، فكانت الفرصة أكبر لتعلّم اللغة والقرآن ، وأصرّ ألاّ يبحث عن عمل حتى يُتقن قراءة القرآن .
وتم له ما أراد ، فبعد ستة أشهر أخذ يقرأ القرآن قراءة جيدة مجوّدة .فلله همّة ذلك الأعجمي ، ويا حسرة على بعض طلبة وطالبات الجامعات الذين يتخرجون أحيانا ولم يُفرِّقوا بين ( الم ) الحروف المقطّعة بين ( ألم . نشرح لك صدرك ) !
فما أعظم الهدية ، وما أعظمهها إذا كانت كتاب الله .
فهنيئاً لمن أهدى كتاب الله في منافذ المملكة ، وهنيئاً لمن أسهروا أنفسهم ، وأنفقوا أوقات راحتهم في أيام معدودة ، يعود بعدها الحجاج بأعظم زاد ، ألا وهو التقوى .
ـــــ
امرأة تعمل في مجال التعليم الجامعي أهدت لإحدى طالباتها هدية مغلّفة ، وقال : اهتمّي بها .
فلما فتحتها الطالبة وجدت مصحفاً أنيقاً جميلاً ، فكان سبب هداية الطالبة .
فهل جربتم إهداء المصحف ، سواء كان لأبناءنا أو لبناتنا أو للأعاجم ، سواء من الحجاج أو من العمالة الوافدة التي – أحيانا – لا تعرف من الإسلام سوى اسمه ، ولا من القرآن سوى رسمه .
يتواجد بيننا آلاف العمال من أبناء المسلمين ممن يجهلون دينهم ويحتاجون إلى من يُرشدهم ويدلّهم على الحق حتى يرجعوا إلى بلادهم دعاة خير .
كتبه : فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن صالح السحيم