آلبِـرّ يُـرِدن ؟!
قبل سنوات وأمام أحد الجوامع الكبيرة حيث يؤمّ المصلين في صلاة التراويح رجل حافظ لكتاب الله ، يأخذ بالألباب إذا قـرأ ، وتُصغي له القلوب ، ويأخذ بمجامع الأفئدة فيهزّها هـزّاً
ذهبت للصلاة خلف ذلك الإمام حيث يقرأ في صلاة التراويح جزء كاملاً ، وهذا نادر في زماننا ! فرأيت – لما ذهبت – ما راعني ! رأيت مجموعة من النساء أتين مع مجموعة من السائقين ! حضرت الواحدة منهن مع السائق لتُصلّي التراويح !
وربما فاح الطيب منهن ، أو من بعضهن !
فتذكرت : آلبِـرّ يُرِدن ؟!
وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يعتكف العشر الأواخر من رمضان ، فأمر فضُرب له خباء ، وأمَرت حفصة فضُرب لها خباء ، فلما رأت زينب خباءها أمَرت فضُرب لها خباء ، فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : آلبِرّ يُردن ؟
فلم يعتكف في رمضان ، واعتكف عشراً من شوال .وفي رواية في الصحيحين : آلبرّ أردن بهذا ؟ ما أنا بمعتكف ، فرجع ، فلما أفطر اعتكف عشراً من شوال .
أحضرت تلك النسوة بتلك الطريقة يُردن البرّ والخير ؟
أحضرن يُردن الأجر والثواب ؟
أحضرن يُردن مغفرة الذنوب ؟
فمثل تلك النسوة يُقال لهن :
ارجعن مأزورات غير مأجورات !
ليتهن رجعن كفافاً
لم يرتكبن ما حرّم الله من الخلوة بالأجنبي
ولم يأتين للصلاة مع السائق
ولم يُصلين صلاة التراويح
إن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد ، وإن كانت تأتي إلى المسجد ماشية ، رغم كثرة أجر الخُـطـا، ولذا قال عليه الصلاة والسلام : صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها ، وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها . رواه أبو داود .
ويوم أمس الأحد قرب أحد الجوامع الذي تُقام فيه محاضرات نسائية أسبوعية رأيت جمعاً من السائقين يقفون خلف مجموعة من السيارات ، فقلت في نفسي :
آلبرّ أردن بهذا ؟
حينها تذكرت قول ابن مسعود رضي الله عنه : وكم من مريد للخير لن يصيبه . رواه الدارمي .
أردن الخير – ولا شك – لكنهن أخطأن طريقه
أردن الخير – ولا ريب – لكنهن أضعن بابه
أردن الخير ، ولكن ” كم من مريد للخير لن يصيبه “
فاتقين الله معاشر النساء
واعلمن أن بقاءكن في بيوتكن جاهلات خير لكن من حضوركن للمساجد ودور العلم بصحبة السائق الأجنبي الذي ربما كان كافراً !
لقد قالت أمنا أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها لمن طافت بالبيت سبعة أشواط و استلمت الركن مرتين أو ثلاثا ، فقالت لها : لا آجرك الله . لا آجرك الله . تدافعين الرجال ؟! ألا كبّرتِ ومررتِ . رواه الشافعي والبيهقي .
هذا والمرأة تطوف ببيت الله وتسلتم أركانه
تُريد الأجر والثواب
تُريد رضا الله
تُريد الخير
ولكن هذا لم يشفع لها بل أغلظت لها عائشة رضي الله عنها القول ، وشدّدت النكير عليها .
كيف بك أُمّــاه لو رأيت ما تفعله بعض الصالحات من نساء أمتي اليوم ؟
كيف وأنت تقولين : لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ما أحدث النساء لمنعهن المسجد كما منعت نساء بني إسرائيل . قال يحيى بن سعيد : فقلت لعمرة – الراوية عن عائشة – : أنساء بني إسرائيل منعهن المسجد ؟ قالت : نعم . رواه البخاري ومسلم .
وإنما مُنعت نساء بني إسرائيل من المساجد لما أحدثن وتوسعن في الأمر من الزينة والطيبِ وحسنِ الثياب . كما قال الإمام النووي في شرح مسلم .
قال ابن المبارك : أكره اليوم الخروج للنساء في العيدين ، فإن أبَت المرأة إلا أن تخرج فليأذن لها زوجها أن تخرج في أطهارها ولا تتزين ، فإن أبت أن تخرج كذلك فللزوج أن يمنعها من ذلك .
وكنت أشرت إلى هذا المعنى هنا :
محاضرة مكتوبة ( فتنة التـّسـوّق )
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1688
نسأل الله أن يُصلح أحوالنا رجالاً ونساءً
ونسأل الله أن يُفقهنا في ديننا .
كتبه : فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن صالح السحيم